المشاركات

مقدمة رسالة العبرانيين

الرسالة إلى العبرانيين موجهة إلى جماعة من المسيحيين لاقوا من شدة الاضطهاد ما جعلهم في خطر الارتداد عن ايمانهم المسيحي ويحاول كاتب هذه الرسالة أن يشجعهم على الثبات في الايمان بإقناعهم أن يسوع المسيح هو ابن الله وصورة جوهره تعلم طاعة أبيه بالآلام التي تحملها وهو بصفته ابن الله متفوق على انبياء العهد القديم والملائكة وموسى نفسه بل إن الله نفسع أعلنه كاهناً إلى الأبد أعظم من كهنة العهد القديم فالايمان بالمسيح يخلص الانسان من الخطيئة والخوف والموت لأن المسيح هو الذبيحة الحقيقية التي تجاوزت كل الذبائح الحيوانات في الديانة اليهودية ثم يناشد الكاتب أولئك الذين يخاطبهم برسالته هذه أن يثبتوا في الايمان كما ثبت أبطال العهد القديم الذين صبروا على المحن وهو ينتظرون المسيح والآن جاء المسيح وهو عن يمين الله يشفع فيهم وينتظر أن ينضموا إليه إذا تمسكوا بالايمان به وتغلبوا على المحن والتجارب التي تتهددهم مضمون الرسالة 1 : مقدمة المسيح صورة الله وجوهره ( عبرانيين 1 : 1 - 3 ) 2 : المسيح أعظم من الملائكة ( عبرانيين 1 : 4 إلى 2 : 18 ) 3 : المسيح أعظم من موسى ويشوع ( عبرانيين 3 : 1 إلى 4 : 13 ) 4 : كهنوت المس

رسالة العبرانيين الفصل الاول

1 كلم الله آباءنا من قديم الزمان بلسان الأنبياء مرات كثيرة وبمختلف الوسائل 2 ولكنه في هذه الأيام الأخيرة كلمنا بابنه الذي جعله وارثا لكل شيء وبه خلق العالم 3 هو بهاء مجد الله وصورة جوهره يحفظ الكون بقوة كلمته ولما طهرنا من خطايانا جلس عن يمين إله المجد في العلى 4 فكان أعظم من الملائكة بمقدار ما ورث اسما أعظم من أسمائهم 5 فلمن من الملائكة قال الله يوما أنت ابني وأنا اليوم ولدتك؟وقال أيضا سأكون له أبا ويكون لي ابنا 6 وعندما أرسل ابنه البكر إلى العالم قال أيضا لتسجد له كل ملائكة الله 7 وفي الملائكة قال الله جعل من ملائكته رياحا ومن خدمه لهيب نار 8 أما في الابن فقال عرشك يا الله ثابت إلى أبد الدهور وصولجان العدل صولجان ملكك 9 تحب الحق وتبغض الباطل لذلك مسحك الله إلهك بزيت البهجة دون رفاقك 10 وقال أيضا أنت يا رب أسست الأرض في البدء وبيديك صنعت السماوات 11 هي تزول وأنت تبقى وكلها كالثوب تبلى 12 تطويها طي الرداء فتتغير وأنت أنت لا تنتهي أيامك 13 ولمن من الملائكة قال الله يوما إجلس عن يميني حتى أجعل أعداءك موطئا لقدميك؟ 14 أما هم كلهم أرواح في خدمة الله يرسلهم من أجل الذين يرثون الخلاص

رسالة العبرانيين الفصل 2

1 لذلك يجب أن نتمسك جيدا بالتعاليم التي سمعناها لئلا نضل 2 فالكلام الذي جاءنا على لسان الملائكة ثبت صدقه فنال كل من خالفه أو عصاه جزاءه العادل 3 فكيف ننجو نحن إذا أهملنا مثل هذا الخلاص العظيم؟أعلنه الرب نفسه أولا وأثبته لنا الذين سمعوه 4 وأيد الله شهاداتهم بآيات وعجائب ومعجزات مختلفة وبهبات الروح القدس يوزعها كما يشاء 5 والله ما أخضع للملائكة العالم المقبل الذي نتكلم عليه 6 فشهد بعضهم في مكان من الكتب المقدسة ما هو الإنسان يا الله حتى تذكره؟وما هو ابن آدم حتى تفتقده؟ 7 نقصته حينا عن الملائكة وكللته بالمجد والكرامة 8 وأخضعت كل شيء تحت قدميه فإذا كان الله أخضع له كل شيء فلا يكون ترك شيئا غير خاضع له ولكننا لا نرى الآن أن كل شيء أخضع له 9 ولكن ذاك الذي جعله الله حينا دون الملائكة أعني يسوع نراه مكللا بالمجد والكرامة لأنه احتمل ألم الموت وكان عليه أن يذوق الموت بنعمة الله لخير كل إنسان 10 نعم كان من الخير أن الله الذي من أجله كل شيء وبه كل شيء حين أراد أن يهدي إلى المجد كثيرا من الأبناء جعل قائدهم إلى الخلاص كاملا بالآلام 11 لأن الذي يقدس والذين تقدسوا لهم أصل واحد فلا يستحي أن يدعوهم إخوة

رسالة العبرانيين الفصل 3

1 فيا إخوتي القديسين المشتركين في دعوة الله تأملوا يسوع رسول إيماننا ورئيس كهنتها 2 فهو أمين للذي اختاره كما كان موسى أمينا لبيت الله أجمع 3 ولكن يسوع كان أهلا لمجد يفوق مجد موسى بمقدار ما لباني البيت من كرامة تفوق كرامة البيت 4 فكل بيت له من يبنيه وباني كل شيء هو الله 5 وكان موسى أمينا لبيت الله أجمع لكونه خادما يشهد على ما سيعلنه الله 6 أما المسيح فهو أمين لبيت الله لكونه ابن الله ونحن بيته إن تمسكنا بالثقة والفخر بما لنا من رجاء 7 لذلك كما يقول الروح القدس اليوم إذا سمعتم صوت الله 8 فلا تقسوا قلوبكم كما فعلتم يوم العصيان يوم التجربة في الصحراء 9 حيث جربني آباؤكم وامتحنوني ورأوا أعمالي مدة أربعين سنة 10 لذلك غضبت على ذلك الجيل وقلت قلوبهم بقيت في الضلال وما عرفوا طرقي 11 فأقسمت في غضبي أن لا يدخلوا في راحتي 12 فانتبهوا أيها الإخوة أن لا يكون بينكم من له قلب شرير غير مؤمن فيرتد عن الله الحي 13 بل ليشجع بعضكم بعضا كل يوم ما دامت لكم كلمة اليوم التي في الكتاب لئلا تغري الخطيئة أحدكم فيقسو قلبه 14 فنحن كلنا شركاء المسيح إذا تمسكنا إلى المنتهى بالثقة التي كانت لنا في البدء 15 فالكتاب يقول

رسالة العبرانيين الفصل 4

1 فما دام لنا وعد الدخول في راحة الله فعلينا أن نخاف من أن يحسب أحد نفسه متأخرا 2 سمعنا البشارة كما سمعوها هم ولكنهم ما انتفعوا بالكلام الذي سمعوه لأنه كان غير ممتزج عندهم بالإيمان 3 أما نحن المؤمنين فندخل في راحة الله فهو الذي قال أقسمت في غضبي أن لا يدخلوا في راحتي مع أن عمله تم منذ إنشاء العالم 4 وقال في الكلام على اليوم السابع واستراح الله في اليوم السابع من جميع أعماله 5 وقال أيضا لن يدخلوا في راحتي 6 وإذا كان الذين سمعوا البشارة أولا ما دخلوا في راحة الله لعصيانهم فإنه بقي لآخرين أن يدخلوا فيها 7 لذلك عاد الله إلى توقيت يوم هو اليوم في قوله بلسان داود بعد زمن طويل ما سبق ذكره وهو اليوم إذا سمعتم صوت الله فلا تقسوا قلوبكم 8 فلو كان يشوع أدخلهم في راحة الله لما ذكر الله فيما بعد يوما آخر 9 فبقيت إذا لشعب الله راحة مثل راحة الله في اليوم السابع 10 لأن من دخل في راحة الله يستريح من أعماله كما استراح الله من أعماله 11 فلنبذل جهدنا في سبيل الدخول في تلك الراحة لئلا يقع أحد في مثل ذلك التمرد 12 وكلمة الله حية فاعلة أمضى من كل سيف له حدان تنفذ في الأعماق إلى ما بين النفس والروح والمفاصل

رسالة العبرانيين الفصل 5

1 فكل رئيس كهنة يؤخذ من بين الناس ويقام من أجل الناس في خدمة الله ليقدم القرابين والذبائح تكفيرا عن الخطايا 2 وهو قادر أن يترفق بالجهال والضالين لأنه هو نفسه متلبس بالضعف 3 فكان عليه أن يقدم كفارة لخطاياه كما يقدم كفارة لخطايا الشعب 4 وما من أحد يتولى بنفسه مقام رئيس كهنة إلا إذا دعاه الله كما دعا هارون 5 وكذلك المسيح ما رفع نفسه إلى هذا المقام بل الله الذي قال له أنت ابني وأنا اليوم ولدتك 6 وقال له في مكان آخر أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ملكيصادق 7 وهو الذي في أيام حياته البشرية رفع الصلوات والتضرعات بصراخ شديد ودموع إلى الله القادر أن يخلصه من الموت فاستجاب له لتقواه 8 وتعلم الطاعة وهو الابن بما عاناه من الألم 9 ولما بلغ الكمال صار مصدر خلاص أبدي لجميع الذين يطيعونه 10 لأن الله دعاه رئيس كهنة على رتبة ملكيصادق 11 ولنا في هذا الموضوع كلام كثير ولكنه صعب التفسير لأنكم بطيئو الفهم 12 وكان لكم الوقت الكافي لتصيروا معلمين إلا أنكم لا تزالون بحاجة إلى من يعلمكم المبادئ الأولية لأقوال الله فأنتم بحاجة إلى لبن لا إلى طعام قوي 13 وكل من كان طعامه اللبن يكون طفلا لا خبرة له في كلام البر 14 أما

رسالة العبرانيين الفصل 6

1 فلنرتفع إلى التعليم الكامل في المسيح فلا نعود إلى الكلام على المبادئ الأولية القائمة على التوبة من الأعمال الميتة وعلى الإيمان بالله 2 وشعائر المعمودية ووضع الأيدي وقيامة الأموات والدينونة الأبدية 3 وهذا ما نفعل بإذن الله 4 فالذين أنيروا مرة وذاقوا الهبة السماوية وصاروا مشاركين في الروح القدس 5 واستطابوا كلمة الله الصالحة ومعجزات العالم المقبل 6 ثم سقطوا يستحيل تجديدهم وإعادتهم إلى التوبة لأنهم يصلبون ابن الله ثانية لخسارتهم ويعرضونه للعار 7 فكل أرض شربت ما نزل عليها من المطر مرارا وأطلعت نباتا صالحا للذين فلحت من أجلهم نالت بركة من الله 8 ولكنها إذا أخرجت شوكا وعشبا ضارا فهي مرفوضة تهددها اللعنة ويكون عاقبتها الحريق 9 ومع أننا نتكلم هذا الكلام أيها الأحباء فنحن على يقين أن لكم ما هو أفضل من سواه وما يقود إلى الخلاص 10 فما الله بظالم حتى ينسى ما عملتموه وما أظهرتم من المحبة من أجل اسمه حين خدمتم الإخوة القديسين وما زلتم تخدمونهم 11 ولكننا نرغب في أن يظهر كل واحد منكم مثل هذا الاجتهاد إلى النهاية حتى يتحقق رجاؤكم 12 لا نريد أن تكونوا متكاسلين بل أن تقتدوا بالذين يؤمنون ويصبرون فيرثون